ثالثًا: "الرضى به ربًا: متعلق بذاته وصفاته وأسمائه وربوبيته العامة والخاصة، فهو الرضى به خالقًا ومدبرًا، وآمرًا وناهيًا، وملكًا ومعطيًا ومانعًا وحكمًا، ووكيلاً ووليًا، وناصرًا ومعينًا، وكافيًا وحسيبًا، ورقيًبا ومعافيًا، وقابضًا، وباسطًا إلى غير ذلك من صفات ربوبيته"(1).
- - -
(94)، (95) [المقدم]، [المؤخر]
ذكر هذين الاسمين معًا فيه أدب وزيادة حسن، لأن الكمال في اقترانهما كما قيل ذلك في (القابض والباسط)، ولم يرد ذكر هذين الاسمين الكريمين في القرآن الكريم وإنما وردا في حديث صحيح؛ وذلك في دعائه × في استفتاحه لصلاة التهجد حيث جاء فيه قوله ×: (... اللَّهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت وإليك أنبت، وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخَّرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت - أو- لا إله غيرك)(2).
وورد أيضًا في حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في وصفه لصلاة النبي × إذ يقول: "... ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: (اللَّهم اغفرلي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت)"(3).
المعنى اللغوي:
أولاً: (المقدم)
قال في اللسان: "يقال: قَدَمَ يقدُمُ، وتقدم يتقدم، وأقدم يقدم، واستقدم يستقدم بمعنى واحد. وفي التنزيل العزيز: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } [الحجرات: 1] وقُرِئ (لا تَقَدمَّوا)... ويقال: قَدَم فلان فلانًا إذا تقدمه.
__________
(1) المصدر السابق 2/184.
(2) البخاري في التهجد (1120).
(3) مسلم في صلاة المسافرين (771).
Post Top Ad
Saturday, March 27, 2021
70 ولله الأسماء الحسنى المؤلف: عبد العزيز بن ناصر الجليل الصفحة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
No comments:
Post a Comment