فقال في: بذل المجهود: "فيه كراهية تسمية المعالج طبيبًا، لأن العارف بالآلام والأمراض في الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى، وهو العالم بأدويتها وشفائها، وهو القادر على شفائه دون دواء، وقوله: (بل أنت رجل رفيق)، أي: ترفق بالمريض وتتلطفه وقوله: (طبيبها الذي خلقها)، وهو الله سبحانه وتعالى ذكره"(1). والصحيح أن لا كراهة؛ شأنه شأن أكثر اسماء الله عز وجل التي يجوز أن يتسمى بها المخلوق للاشتراك في اللفظ مع الاختلاف في الحقيقة.
والله - عز وجل - هو طبيب الأبدان والقلوب وشريعته - عز وجل - هي طب البشرية وعلاج أدوائها، ومصدر خيرها وصلاحها.
يتحدث الإمام ابن القيم عن الاستشفاء بفاتحة الكتاب وما في قوله سبحانه: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } من طب الأبدان والقلوب المتنوعة فيقول: "فإن هذا الدواء مركب من ستة أجزاء (1) عبودية الله لا غيره (2) بأمره وشرعه (3) لا بالهوى (4) ولا بآراء الرجال وأوضاعهم، ورسومهم، وأفكارهم (5) بالاستعانة على عبوديته به (6) لا بنفس العبد وقوته وحوله ولا بغيره.
فهذه هي أجزاء { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فإذا ركبها الطبيب اللطيف، العالم بالمرض، واستعملها المريض، حصل بها الشفاء التام. وما نقص من الشفاء فهو لفوات جزء من أجزائها، أو اثنين أو أكثر.
ثم إن القلب يعرض له مرضان عظيمان، إن لم يتداركهما العبد تراميا به إلى التلف ولا بد. وهما الرياء والكبر. فدواء الرياء بـ: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } ودواء الكبر بـ: { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } .
وكثيرًا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } تدفع الرياء: { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } تدفع الكبرياء.
__________
(1) انظر بذل المجهود 17/94.
Post Top Ad
Saturday, March 27, 2021
110 ولله الأسماء الحسنى المؤلف: عبد العزيز بن ناصر الجليل الصفحة
التصنيف:
# ولله الأسماء الحسنى
عن Tech News
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
مشاركات أحدث
111 ولله الأسماء الحسنى المؤلف: عبد العزيز بن ناصر الجليل الصفحة
مشاركات أقدم
109 ولله الأسماء الحسنى المؤلف: عبد العزيز بن ناصر الجليل الصفحة
Tags:
ولله الأسماء الحسنى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment