9- عن عبد الله بن أبي نوح قال: قال رجل لي: "كم عاملته تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب؟ قلت: ما أحصي ذلك كثرة، قال: فهل قصدت إليه في أمر كربك فخذلك؟ قلت: لا والله، ولكنه أحسن إلي وأعانني، قال: فهل سألته شيئًا قط فما أعطاك؟ قلت: وهل منعني شيئًا سألته؟ ما سألته شيئًا قط إلا أعطاني، ولا استعنت به إلا أعانني، قال: أرأيت لو أن بعض بني آدم فعل بك بعض هذه الخلال ما كان جزاؤه عندك؟ قلت: ما كنت أقدر له على مكافأة ولا جزاء، قال: فربك تعالى أحق وأحرى أن تدأب نفسك في أداء شكر نعمه عليك، وهو قديمًا وحديثًا يحسن إليك، والله لشكره أيسر من مكافأة عباده، إنه تبارك وتعالى رضي بالحمد من العباد شكرًا"(1).
ثامنًا: الأسماء التي تثمر عبودية الإجلال والتعظيم والأدب مع الله عز وجل:
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "على قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب. وأعرف الناس به أشدهم له تعظيمًا وإجلالاً.
وقد ذم الله تعالى من لم يعظمه حق عظمته، ولا عرفه حق معرفته، ولا وصفه حق صفته؛ وأقوالهم تدور على هذا. فقال تعالى: { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) } [نوح: 13].
قال ابن عباس ومجاهد: "لا ترجون لله عظمة".
وقال سعيد بن جبير: "ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته؟".
وقال الكلبي: "لا تخافون لله عظمة".
قال البغوي: "والرجاء بمعنى الخوف، والوقار: العظمة؛ اسم من التوقير، وهو التعظيم".
وقال الحسن: "لا تعرفون لله حقّاً، ولا تشكرون له نعمة".
وقال ابن كيسان: "لا ترجون في عبادة الله أن يثيبكم على توقيركم إياه خيرًا".
وروح العبادة: هو الإجلال والمحبة؛ فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت، فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم، فذلك حقيقة الحمد، والله سبحانه أعلم"(2).
__________
(1) حلية الأولياء 6/298، 299.
(2) مدارج السالكين 2/495.
Post Top Ad
Saturday, March 27, 2021
159 ولله الأسماء الحسنى المؤلف: عبد العزيز بن ناصر الجليل الصفحة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
No comments:
Post a Comment