إن علم العبد بعلم الله - عز وجل - الذي لا تخفى عليه خافية، وبشهوده ومراقبته لعباده، وبسمعه لأصواتهم ما أعلنوا منها وما أسروا، وببصره سبحانه الذي لا يحجبه شيء، وبخبرته التي يعلم بها مكنونات القلوب وخفايا المقاصد والنوايا، إن ذلك كله يثمر في قلب العبد مراقبة ربه سبحانه فلا يكون على حال ظاهرة أو باطنة تسخط الله - عز وجل - وهذا الإيمان إذا تمكن في قلب العبد أثمر فيه الإخلاص لله تعالى في جميع الأقوال والأعمال، وانتفى من العبد الرياء وإرادة الدنيا بأعماله وأقواله، كما يثمر مراقبة ربه سبحانه بأن لا يكون في حال تسخط الله - عز وجل - وأن لا يكون في القلب من الخواطر والأفكار إلا ما يحبه الله عز وجل.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "وإذا تجلَّى سبحانه بصفة السمع والبصر والعلم، انبعث من العبد قوة الحياء، فيستحي من ربه أن يراه على ما يكره، أو يسمع منه ما يكره، أو يُخفي في سريرته ما يمقته عليه، فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسلة تحت حكم الطبيعة والهوى"(1).
ويقول أيضًا: "المراقبة: دوام علم العبد ويقينه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه فاستدامته لهذا العلم واليقين هي المراقبة، وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه رقيب عليه، ناظر إليه، سامع لقوله، وهو مطلع على عمله كل وقت وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين"(2).
والمراقبة والإخلاص والحياء من الله - عز وجل - هي ثمرة التعبد بأسمائه سبحانه: (السميع، العليم، الرقيب، المحيط، البصير، الخبير، الرقيب، الشهيد، الحفيظ، المهيمن، الباطن، القيوم، القريب، اللطيف).
نماذج من أحوال السلف - رحمهم الله تعالى - التي تظهر فيها عبودية المراقبة لله - عز وجل - والإخلاص له سبحانه والحياء منه:
__________
(1) طريق الهجرتين ص 134 .
(2) مدارج السالكين 2/65.
Post Top Ad
Saturday, March 27, 2021
149 ولله الأسماء الحسنى المؤلف: عبد العزيز بن ناصر الجليل الصفحة
التصنيف:
# ولله الأسماء الحسنى
عن Tech News
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ولله الأسماء الحسنى
Tags:
ولله الأسماء الحسنى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment