أولاً: محبته سبحانه وحمده والثناء عليه وشكره على ما له من العطايا المتنوعة في الدين والدنيا والتي لا تعد ولا تحصى، والشكر على ذلك يستلزم العمل بطاعته سبحانه واجتناب محارمه وتعظيم أوامره ونواهيه.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "لو لم يكن من تحبُّبه إلى عباده وإحسانه إليهم وبره بهم إلا أنه خلق لهم ما في السماوات والأرض؛ وما في الدنيا والآخرة، ثم أهَّلهم وكرَّمهم؛ وأرسل إليهم رسله وأنزل عليهم كتبه وشرع لهم شرائعه، وأذن لهم في مناجاته كلّ وقتٍ أرادوا، وكتب لهم بكلِّ حسنةٍ يعملونها عشر أمثالها؛ إلى سبعمائة ضعف؛ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، وكتب لهم بالسيئة واحدة، فإن تابوا منها: محاها؛ وأثبت مكانها حسنة، وإذا بلغت ذنوب أحدهم عنان السماء ثم استغفره: غَفَرَ له، ولو لقيه بقراب الأرض خطايا ثم لقيه بالتوحيد لا يشرك به شيئًا: لأتاه بقرابها مغفرة وشرع لهم التوبة الهادمة للذنوب، فوفقهم لفعلها ثم قبلها منهم، وشرع لهم الحج الذي يهدم ما قبله؛ فوفَّقهم لفعله؛ وكفَّر عنهم سيئاتهم به، وكذلك ما شرعه لهم من الطاعات والقربات، وهو الذي أمرهم بها؛ وخلقها لهم؛ وأعطاهم إياها؛ ورتَّب عليها جزاءها.
فمنه السبب ومنه الجزاء؛ ومنه التوفيق ومنه العطاء أولاً وآخرًا، وهم محلُّ إحسانه كلِّه منه أولاً وآخرًا، وأعطى عبده المال؛ وقال: تقرَّب بهذا إليَّ أقبله منك، فالعبد له والمال له والثواب منه، فهو (المُعطي) أولاً وآخرًا.
فكيف لا يُحبُّ من هذا شأنه؟ وكيف لا يستحي العبد أن يصرف شيئًا من محبته إلى غيره؟ ومن أولى بالحمد والثناء والمحبة منه؟ ومن أولى بالكرم والجود والإحسان منه؟ فسبحانه وبحمده؛ لا إله إلا هو العزيز الحكيم"(1).
__________
(1) طريق الهجرتين ص 571 - 572.
Post Top Ad
Saturday, March 27, 2021
132 ولله الأسماء الحسنى المؤلف: عبد العزيز بن ناصر الجليل الصفحة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
No comments:
Post a Comment