118 ولله الأسماء الحسنى المؤلف: عبد العزيز بن ناصر الجليل الصفحة

سادسًا: لما كان من معاني اسمه سبحانه (الصمد): السيد الذي كمل في سؤدده، فإن ما ذكر من الآثار في اسمه سبحانه (الصمد) يصلح أن يذكر منه ما يناسب المقام هنا.

اقرا ايضا : 104 ولله الأسماء الحسنى المؤلف: عبد العزيز بن ناصر الجليل الصفحة

- - -
(105) [الوتر]
لم يرد ذكر هذا الاسم الكريم في القرآن الكريم، وإنما ورد في حديث النبي × حيث روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله × قال: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحد؛ لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر)(1).
وعن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله × أوتر ثم قال: (أوتروا يا أهل القرآن فإن الله وتر يحب الوتر)(2).
المعنى اللغوي:

اقرا ايضا : 103 ولله الأسماء الحسنى المؤلف: عبد العزيز بن ناصر الجليل الصفحة

"الوِتر والوَتر: الفرد أو ما لم يتشفع من العدد... وأوتره: أفذه.
وقال اللحياني: أهل الحجاز يسمون الفرد: الوَتر، وأهل نجد يكسرون الواو ... وأوتر الرجل: صلى الوتر. وهي ركعة تكون بعد صلاته مثنى مثنى من الليل"(3).
المعنى في حق الله تعالى:
قال ابن قتيبة رحمه الله تعالى: "الله - عز وجل - وتر وهو واحد"(4).
وقال الخطابي رحمه الله تعالى: " (الوتر) هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير"(5).

اقرا ايضا : 102 ولله الأسماء الحسنى المؤلف: عبد العزيز بن ناصر الجليل الصفحة

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " (الوتر) الفرد ومعناه في حق الله أنه الواحد الذي لا نظير له في ذاته ولا انقسام"(6).
من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الوتر):
أولاً: يرجع لمعرفة هذه الآثار إلى آثار الإيمان باسميه سبحانه (الواحد، الأحد) في أول الكتاب لأن من معاني الوتر: (الواحد) كما سبق.
__________
(1) البخاري (6410)، مسلم (2677).

اقرا ايضا : 101 ولله الأسماء الحسنى المؤلف: عبد العزيز بن ناصر الجليل الصفحة

(2) أبو داود (1416) وأهل السنن وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1256).
(3) انظر اللسان 6/4757، الصحاح 2/842.
(4) غريب الحديث 1/172.
(5) شأن الدعاء ص 104، وانظر البيهقي في الاعتقاد ص 68.
(6) فتح الباري 11/227، وهذا جزء من التعريف فكما أنه سبحانه واحد في ذاته، فهو أيضًا واحد في أسمائه وصفاته وأفعاله.