ما ينجى من الفتنة في الدين - لامام ابن القيم-رحمه الله- - كن مع الله

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

Thursday, March 26, 2020

ما ينجى من الفتنة في الدين - لامام ابن القيم-رحمه الله-



" ولهذا كان السلف يقولون: احذروا من الناس صنفين: صاحب هوى قد فتنه هواه، وصاحب دنيا أعمته دنياه.
وكانوا يقولون: احذروا فتنة العالم الفاجر ، والعابد الجاهل ؛ فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون.
وأصل كل فتنة : إنما هو من تقديم الرأي على الشرع ، والهوى على العقل.

فالأول: أصل فتنة الشبهة ، والثاني: أصل فتنة الشهوة.
ففتنة الشبهات تدفع باليقين ، وفتنة الشهوات تدفع بالصبر ، ولذلك جعل سبحانه إمامة الدين منوطة بهذين الأمرين فقال: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.
فدل على أنه بالصبر واليقين؛ تنال الإمامة في الدين.
وجمع بينهما أيضا في قوله: {وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}؛   فتواصوا بالحق الذي يدفع الشبهات،  وبالصبر الذي يكف عن الشهوات وجمع بينهما في قوله: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب أولى الأيدي والأبصار
 فالأيدي: القوى والعزائم في ذات الله ، والأبصار: البصائر في أمر الله.
 وعبارات السلف تدور على ذلك:
  • قال ابن عباس: أولي القوة في طاعة الله والمعرفة بالله.
  • وقال الكلبي: أولي القوة في العبادة والبصر فيها. 
  • وقال مجاهد: الأيدي: القوة في طاعة الله، والأبصار: البصر في الحق.
  • وقال سعيد بن جبير: الأيدي: القوة في العمل، والأبصار: بصرهم بما هم فيه من دينهم.وقد جاء في حديث مرسل: إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات، ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات.
فبكمال العقل والصبر تدفع فتنة الشهوة ، وبكمال البصيرة واليقين تدفع فتنة الشبهة والله المستعان"  انتهى.

"إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" (123/2-124)
المصدر : https://hadihisabili.blogspot.com/

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

الأحاديث

عن الموقع

author عظمة الاسلام <<  الحمد لله الذي من علينا بنعمة الإيمان ورحمنا ببعثة خير الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. إن الإسلام دين جامع لكل معاني الكمال في كل جوانب الحياة، وناظم لكل أفراد ...

اعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

Name

Email *

Message *