ومن ذلك ما ينعمه سبحانه على الكفار والعصاة من هذه الدنيا إملاء واستدراجًا قال سبحانه: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } [الأنعام: 44]، وقال سبحانه: { وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) } [الزخرف: 33].
والعكس من ذلك ما يصيب الله به أنبياءه وأولياءه من قبض وتضييق وبلاء فهو محنة عاجلة موصلة إلى جوده ورحمته وفضله المتصل لهم في العاجل والآجل.
سادسًا: الحذر من استعمال ما بسط الله - عز وجل - من الرزق وغيره في معاصيه، بل الواجب شكر الله - عز وجل - على ذلك بالقلب واللسان والأعمال، وذلك بالسعي في صرف هذا البسط في ما يرضي الله - عز وجل -، والسعي إلى التوسعة على عباد الله - عز وجل - والإحسان إليهم كما تفضل الله - عز وجل - وأحسن.
يقول القرطبي رحمه الله تعالى: "فإن كنت مبسوط القلب بالمعارف والحقيقة والعلوم الدينية فابسط بساطَك، وابسطْ وجْهك، واجلسْ للناس حتى يَقتبسوا من ذلك النِّبْراس.
وإنْ كنت ذا بسطة في الجسم، فابْسطه في العبادة التي تُفْضي بك إلى السعادة، وفي الصَّولِة على الأعداء، بما خُوِّلتَ من المُنَّة والشِّدة.
وإنْ كنت ذا بَسطٍ في المال، فابسطْ يدكَ بالعَطَاء، وأزلْ ما على مالك من الغِطَاء، ولا تُوكي فيوكي الله عليك، ولا تُحْصي فيحصي الله عليك.
وإنْ كنت لم تَنَلْ حظًا من هذه البَسَطاتِ فابسط قلبكَ لأحكام ربِّك، ولسانَك لذِكره وشكره، ويدك لبذل الواجبات عليك، ووجهك للَخْلق، كما قال × في بَذل المعروف: (فإن لم تَجِدْ فالْقَ أخاكَ بوجه طَلْقٍ) (1) ويروى (طليق).
ولقد أحسنَ القائل:
__________
(1) روا ه أحمد 5/173 واللفظ له، ومسلم بنحوه (2626).
Post Top Ad
Saturday, March 27, 2021
68 ولله الأسماء الحسنى المؤلف: عبد العزيز بن ناصر الجليل الصفحة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
No comments:
Post a Comment